الإعصار Hurricane والتايفون Typhoon

الإعصار Hurricane والتايفون Typhoon
مقدمة
تُعد الأعاصير المدارية من أخطر الظواهر الطبيعية على كوكب الأرض، حيث تتسبب في دمار واسع النطاق وخسائر بشرية ومادية جسيمة. ورغم أن مصطلحي Hurricane وTyphoon يشيران إلى نفس الظاهرة الجوية، إلا أن الاختلاف يكمن في المكان الجغرافي لحدوثها. في هذا المقال سنستعرض التعريف، العوامل المسببة، مناطق الحدوث، التأثيرات، وآليات التنبؤ ومكافحة الأضرار.
التعريف
الإعصار Hurricane:
هو عاصفة مدارية Tropical Cyclone تتشكل فوق المحيط الأطلسي Atlantic Ocean أو شرق المحيط الهادئ Eastern Pacific Ocean.
التايفون Typhoon:
هو نفس نوع العاصفة المدارية ولكن يتشكل في غرب المحيط الهادئ Western Pacific Ocean.
إذن الاختلاف في التسمية فقط، أما الظاهرة الجوية فهي واحدة: إعصار مداري Tropical Cyclone.
شروط تكوّن الإعصار المداري
- درجة حرارة سطح البحر: لا تقل عن 26.5° مئوية لتغذية العاصفة بطاقة حرارية.
- رطوبة عالية: توفر بيئة ملائمة لتكثيف بخار الماء.
- قوة كوريوليس Coriolis Effect: ضرورية لتشكيل الدوران الحلزوني للعاصفة.
- غياب رياح قص قوية Wind Shear: لأن تغير سرعة واتجاه الرياح في الطبقات العليا قد يضعف العاصفة.
- وجود اضطراب جوي أولي مثل منخفض استوائي أو سحب رعدية قوية.
مكونات الإعصار أو التايفون
- العين Eye: منطقة هادئة نسبياً في مركز الإعصار ذات ضغط منخفض جداً.
- جدار العين Eyewall: أكثر مناطق العاصفة خطورة، حيث توجد الرياح العاتية والأمطار الغزيرة.
- أذرع السحب Rain Bands: سحب حلزونية ممتدة تحمل أمطاراً غزيرة ورياحاً قوية.
تصنيف الأعاصير المدارية (مقياس سفير–سمبسون Saffir-Simpson Scale)
الفئة 1: سرعة الرياح 119–153 كم/س.
الفئة 2: 154–177 كم/س.
الفئة 3 (خطيرة): 178–208 كم/س.
الفئة 4: 209–251 كم/س.
الفئة 5 (كارثية): أكثر من 252 كم/س.
مناطق الحدوث
Hurricanes:
المحيط الأطلسي (Atlantic Ocean) والبحر الكاريبي (Caribbean Sea) وشرق المحيط الهادئ.
Typhoons:
غرب المحيط الهادئ (Western Pacific) خاصة حول الفلبين، اليابان، والصين.
Cyclones:
في المحيط الهندي (Indian Ocean) وبحر العرب (Arabian Sea).
الآثار والتأثيرات
- الرياح العاتية: تدمير المباني، اقتلاع الأشجار، وانقطاع الكهرباء.
- الأمطار الغزيرة: تسبب فيضانات وانهيارات أرضية.
- الموجات العاصفة Storm Surge: ارتفاع مفاجئ في مستوى البحر يؤدي إلى غمر المناطق الساحلية.
- الآثار الاقتصادية: خسائر بمليارات الدولارات في البنية التحتية والزراعة.
- الأثر الإنساني: خسائر في الأرواح وتشريد مئات الآلاف من السكان.
أمثلة تاريخية
إعصار كاترينا Hurricane Katrina (2005): ضرب الولايات المتحدة وتسبب في مقتل أكثر من 1800 شخص.
تايفون هايان Typhoon Haiyan (2013): أحد أقوى الأعاصير التي ضربت الفلبين بسرعة رياح تجاوزت 315 كم/س.
إعصار ساندى Hurricane Sandy (2012): أثر على الكاريبي والولايات المتحدة، وخلف خسائر هائلة.
التنبؤ ومكافحة الأضرار
- الأقمار الصناعية: لمراقبة تطور العاصفة.
- الرادارات الجوية: لتحديد شدة الأمطار وحركة السحب.
- مراكز الأعاصير الدولية مثل:
المركز الوطني للأعاصير NHC في ميامي (الولايات المتحدة).
مركز الأعاصير المشترك JTWC في هاواي (البحرية الأمريكية).
- خطط الطوارئ: إجلاء السكان، إغلاق الموانئ، وتأمين السفن والمنشآت.
- التوعية المجتمعية: نشر إرشادات عبر وسائل الإعلام حول كيفية الاستعداد.
الخاتمة
سواء أطلقنا عليه اسم Hurricane في الأطلسي أو Typhoon في الهادئ، فإن الأعاصير المدارية تبقى واحدة من أقوى وأخطر الظواهر الطبيعية على وجه الأرض. ومع تطور التقنيات الحديثة في التنبؤ ووجود خطط طوارئ فعالة، يمكن تقليل حجم الكوارث والخسائر. لكن تبقى التغيرات المناخية عاملًا يزيد من شدة وتكرار هذه الأعاصير، مما يجعل الاستعداد لها ضرورة عالمية.
المراجع
- National Hurricane Center (NHC), NOAA.
- Joint Typhoon Warning Center (JTWC).
- World Meteorological Organization (WMO) – Tropical Cyclone Programme.
- Kerry Emanuel, Divine Wind: The History and Science of Hurricanes, Oxford University Press.