اتفاقية البحث والإنقاذ البحري Maritime Search and Rescue Convention
اتفاقية البحث والإنقاذ البحري (Search and Rescue Convention – SAR, 1979)
تُعد اتفاقية البحث والإنقاذ البحري (International Convention on Maritime Search and Rescue – SAR, 1979) من الاتفاقيات الأساسية التي أصدرتها المنظمة البحرية الدولية (International Maritime Organization – IMO)، والتي تهدف إلى وضع إطار عالمي منظم لتقديم المساعدة للأشخاص المعرضين للخطر في البحر، بغض النظر عن جنسيتهم أو ظروفهم أو مكان الحادث.
وقد تم اعتماد الاتفاقية في مدينة هامبورغ (Hamburg) بألمانيا عام 1979، ولهذا يُطلق عليها أحياناً اتفاقية هامبورغ للبحث والإنقاذ (Hamburg Convention on SAR)، ودخلت حيز التنفيذ في عام 1985.
أهمية الاتفاقية
البحر كان ولا يزال يشكل بيئة محفوفة بالمخاطر، حيث تتعرض السفن لأعطال تقنية، وأخطار الطقس القاسي (Severe Weather)، وحوادث الغرق (Shipwrecks)، والحرائق (Fires). ومع ازدياد حركة الملاحة الدولية، أصبح من الضروري وجود إطار دولي يُنظم عمليات البحث والإنقاذ (Search and Rescue – SAR) ويضمن التنسيق بين الدول الساحلية.
تأتي أهمية الاتفاقية من النقاط التالية:
- حماية الأرواح البشرية في البحر (Saving Human Lives at Sea).
- تعزيز التعاون الدولي في عمليات الإنقاذ (International Cooperation in Rescue Operations).
- وضع مسؤوليات واضحة على عاتق الدول الساحلية (Coastal States’ Responsibilities).
- تنظيم استخدام الموارد والتقنيات الحديثة في عمليات البحث (Search Technologies and Coordination).
أهداف اتفاقية SAR
وضع خطة عالمية موحدة للبحث والإنقاذ في البحار والمحيطات.
ضمان استجابة سريعة وفعّالة عند وقوع حادث بحري.
توضيح مسؤوليات كل دولة في مناطق البحث والإنقاذ التابعة لها (Search and Rescue Regions – SRR).
تعزيز التعاون بين الدول المجاورة لتغطية المناطق البحرية المشتركة.
تنسيق استخدام الطائرات (Aircrafts) والسفن (Ships) ومراكز التنسيق (Rescue Coordination Centers – RCCs).
المكونات الرئيسية للاتفاقية
- مناطق البحث والإنقاذ (Search and Rescue Regions – SRRs)
تم تقسيم البحار والمحيطات إلى مناطق دولية محددة، تُدير كل دولة ساحلية المنطقة التابعة لها.
يضمن هذا النظام عدم وجود فراغات (Gaps) في التغطية البحرية، بحيث تُغطى جميع المسطحات المائية.
- مراكز تنسيق الإنقاذ (Rescue Coordination Centers – RCCs)
هي مراكز وطنية أو إقليمية مسؤولة عن تلقي إشارات الاستغاثة (Distress Alerts) وتنسيق الاستجابة.
تنقسم إلى نوعين:
مراكز تنسيق الإنقاذ البحرية (Maritime RCCs – MRCCs).
مراكز تنسيق الإنقاذ الجوية (Aeronautical RCCs – ARCCs)، وغالباً ما تعمل بالتكامل.
- خطة الإنقاذ الوطنية (National SAR Plan)
يجب على كل دولة أن تضع خطة بحث وإنقاذ وطنية (SAR Plan) تحدد فيها:
الإمكانيات المتاحة.
آليات التعاون مع الدول الأخرى.
قنوات الاتصال السريع.
- التعاون الدولي (International Cooperation)
الاتفاقية تشجع الدول على التعاون من خلال:
مشاركة الموارد البحرية والجوية.
تبادل المعلومات.
تقديم المساعدة دون النظر إلى علم السفينة أو جنسية الطاقم.
العلاقة بين اتفاقية SAR واتفاقيات أخرى
اتفاقية سلامة الأرواح في البحر (SOLAS, 1974): وضعت التزامات عامة بإنقاذ الأشخاص في البحر، أما اتفاقية SAR فجعلت هذه الالتزامات أكثر تفصيلاً وتنظيماً.
منظومة الاستغاثة والسلامة البحرية العالمية (GMDSS): عززت فعالية تنفيذ SAR من خلال أجهزة الاتصال والإشارات الرقمية.
التزامات الدول بموجب الاتفاقية
- إنشاء وتطوير مراكز بحث وإنقاذ (SAR Services).
- تخصيص سفن (Rescue Vessels) وطائرات (Rescue Aircrafts) للمشاركة في عمليات الإنقاذ.
- تدريب العاملين على إجراءات البحث والإنقاذ.
- توفير التمويل اللازم لتشغيل النظام بكفاءة.
- التعاون مع الدول المجاورة في حال امتداد الحوادث عبر الحدود البحرية.
التحديات التي تواجه تطبيق الاتفاقية
- المساحات البحرية الواسعة (Vast Maritime Areas): بعض الدول تواجه صعوبات في تغطية مناطقها بالكامل.
- التكاليف المرتفعة (High Costs): تشغيل الطائرات والسفن المخصصة للإنقاذ يحتاج إلى ميزانيات ضخمة.
- التنسيق بين الدول (Coordination Issues): خصوصاً في المناطق التي تتداخل فيها المصالح البحرية.
- حالات المهاجرين غير الشرعيين (Irregular Migrants): حيث تزداد التعقيدات القانونية والإنسانية عند إنقاذهم.
أمثلة على نجاح SAR
حادثة كوستا كونكورد (Costa Concordia, 2012): قامت وحدات الإنقاذ الإيطالية بعمليات بحث وإنقاذ كبيرة بعد غرق السفينة.
عمليات الإنقاذ في البحر الأبيض المتوسط: حيث يتم يومياً إنقاذ آلاف المهاجرين من الغرق بفضل تطبيق اتفاقية SAR.
حادثة الطائرة الماليزية MH370 (2014): رغم أنها طائرة وليست سفينة، إلا أن الاتفاقية نظمت جهود البحث الدولية في المحيط الهندي.
الخاتمة
تُعد اتفاقية البحث والإنقاذ (SAR, 1979) ركيزة أساسية في النظام البحري الدولي، حيث وضعت أسس التعاون العالمي لإنقاذ الأرواح البشرية في البحر. ورغم التحديات المرتبطة بالتكلفة والمسؤوليات، إلا أن هذه الاتفاقية ساهمت في تقليل الخسائر البشرية وتحسين الاستجابة للحوادث البحرية.
إن تعزيز التعاون بين الدول، وتطوير التكنولوجيا البحرية والجوية، وتكاملها مع أنظمة مثل GMDSS، يجعل من هذه الاتفاقية واحدة من أنجح الاتفاقيات التي وضعتها المنظمة البحرية الدولية لحماية الأرواح في البحر.
اتفاقية البحث والإنقاذ البحري Maritime Search and Rescue Convention
اتفاقية البحث والإنقاذ البحري Maritime Search and Rescue Convention
المراجع
- International Maritime Organization (IMO). International Convention on Maritime Search and Rescue (SAR), 1979. imo.org
- Papanikolaou, A. (2014). Ship Design and Safety. Springer.
- U.S. Coast Guard. Search and Rescue (SAR) Manual.
- International Aeronautical and Maritime Search and Rescue (IAMSAR) Manual, IMO & ICAO.
- Lloyd’s Maritime Academy. Maritime SAR Operations.